الإصدار الخمسون للشيخ اليوسف عن الإمام الحسين
قراءة في كتاب: الإمام الحسين (ع) وتأصيل حقوق الإنسان
د. رضا آل غنام * - 29 / 7 / 2015م - 9:27 ص

لطالما سطرت ملحمة الخلود بين صليل السيوف وصهيل الخيول شعارات سماوية ونداءاتٍ ربانية خطتها الدماء على بوغاء كربلاء في يومٍ زلزلت فيه الأرض وانشقت السماء.

ضرب الحسين بسيفه أرض كربلاء ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً كل عين أضحت مدرسةٌ انهالت منها معاني العز والشرف والتضحيات.

ومن الشخصيات العلمية البارزة التي شربت من معين عذب مائها البارد سماحة الشيخ د. عبدالله أحمد اليوسف -حفظه الله- فارتوى من معينها مختلف العلوم والمعارف.

ففي ذكرى مولد الإمام الحسين من شهر شعبان المبارك أصدر سماحته كتابه الجديد بعنوان "الإمام الحسين وتأصيل حقوق الإنسان" والذي يعد الإصدار الخمسون من مجمل مؤلفاته المتنوعة في شتى المجالات.

ويقسم الكاتب الشيخ اليوسف موضوعه إلى قسمين رئيسين هما: تجسيد الإمام الحسين لمبادئ حقوق الإنسان من خلال خطبه المدوية ورسالته العالمية في يوم كربلاء وكيف خلد قوانين تنص على احترام حقوق الإنسان المتنوعة. أما القسم الثاني فيركز الكاتب فيه على رفع مستوى الوعي بالحقوق الإنسانية وسبل المطالبة المشروعة بالحقوق الإنسانية التي كفلها الشرع والقانون.

ويستهل الكاتب موضوعه بمرتكز "الإمام الحسين ومبادئ حقوق الإنسان" بقوله: أن نداء الإمام الحسين في يوم كربلاء كان مدوياً على قلب الإنسانية حيث كان محورها الأساس كرامة الإنسان واحترام حقوقه وحرياته.

وقد أشار الإمام الحسين في خطبته بيوم كربلاء إلى نقاطٍ عدة ولعل أهمها ما يلخصها الكاتب هنا وهي: حفظ الكرامة الإنسانية, التمتع بالحرية, المساواة بين الناس وحق اختيار الحاكم. ويعرج الكاتب بين هذه المحاور الأساسية مستنداً على النصوص القرآنية والروايات الشريفة وسيرة الإمام الحسين المستلهمة من أرض كربلاء.

وبعدها ينتقل الكاتب إلى القسم الثاني من موضوعه "كيف يجب أن نتعامل مع مسألة حقوق الإنسان؟" فيشير الكاتب فيها إلى أهمية تنمية الثقافة الحقوقية, والمطالبة بالحقوق المشروعة واحترام حقوق الناس.

وفي الختام يشير الكاتب الى الغاية الأساسية لثورة الإمام الحسين قائلاً : "إن ثورة الإمام الحسين قد أسست لمبادئ وقيم حقوق الإنسان, وأصبحت هذه الثورة مدرسة لتعليم وتنمية الثقافة الحقوقية المستمدة من قيم الإسلام وأحكامه.

وإن من أهداف الثورة الحسينية صناعة الإنسان الرسالي الملتزم بالقيم الدينية, والحقوق الإنسانية, والأخلاق الإسلامية .. والعمل على تحقيق العدل وإرساء العدالة الاجتماعية, ومقاومة الظلم, والوقوف بوجه الظالمين".

الجدير بالذكر أن المؤلف تميز في كتابه بالإشارة إلى الدلائل القرآنية على تأكيد حقوق الإنسان وكرامته, وربط الجوانب العلمية الحديثة والمتبعة في المنظمات العالمية لحقوق الإنسان بالنصوص والروايات الواردة حول حقوق الانسان, وتأصيل حقوق الإنسان المستلهمة من مدرسة أبي الأحرار .

وليس بغريب على المؤلف أن يغدق من مدرسة أبي عبدالله الحسين فقد سبق وأن نشر كتاب "الإمام الحسين وقيم الإصلاح والحرية والعدالة" لا جفت اقلامه.

ولاشك بأن الكتاب يعد بوابة لإطلاق الأفق أمام البحث والمعرفة في قضية حقوق الإنسان شرعياً وعلمياً وتاريخياً وحضارياً المستمدة من هذه الثورة العظيمة.

وأعتقد بأن الكاتب قد نجح في فتح هذه البوابة للمفكرين والباحثين فضلاً عن نشر الفكر الثقافي الهادف ولمس مختلف أبعاده الدينية والتاريخية والعلمية والحضارية, سائلاً العلي القدير أن يديم سماحته لمجتمعه ليثري الساحة بفكره وعلمه إنه سميعٌ مجيب الدعاء.

الإمام الحسين
غلاف كتاب: الإمام الحسين وتأصيل حقوق الإنسان .ط 1/ 1436هـ - 2015م


 

 
اضف هذا الموضوع الى:
طبيب وكاتب: الحلة - القطيف