العطاء العلمي للإمام الجواد (ع)
الشيخ عبدالله اليوسف - 9 / 5 / 2014م - 9:42 م

أذهل الإمام محمد الجواد العلماء والفقهاء والفلاسفة بسعة علومه ومعارفه، وقدرته الفائقة على الإجابة على مختلف الأسئلة والإشكاليات التي كانت تطرح عليه إما امتحاناً له لمعرفة أهليته بالإمامة، أو للحط من مكانته العلمية أمام الناس؛ لكن الإمام الجواد كان يخرج في كل مرة منتصراً على الجميع، بل كان مُدهشاً لهم لقدراته العلمية الخارقة في سنه المبكر، مما جعله معجزة علمية تصغر أمامها كل العباقرة والنوابغ في العلوم والمعارف.

وقد كان للإمام الجواد عطاء علمي وفكري متميز في أهم العلوم والمعارف الإسلامية الكبرى، وهو الأمر الذي أسهم في تدعيم الثقافة الإسلامية، وتعميق الرؤية الفكرية للإسلام، خصوصاً في عصره الذي تميز بنهضته العلمية، وتقدمه الحضاري، فقد انتشر في عصر الإمام الجواد بناء المدارس والمعاهد العلمية، وتنامت الحركات الثقافية والمعرفية، وكان الناس يتلهفون على طلب العلم واكتسابه.

وكان عطاء الإمام محمد الجواد العلمي والفكري بارزاً ومؤثراً ومهماً، وفدا أسهم في محالات علمية مهمة؛ كعلم الفقه، وعلم الحديث، وعلم الكلام، وعلم التفسير.

ففي علم الفقه كان للإمام الجواد لمسات واضحة وجلية، فكل من يبحث في الكتب الحديثية والفقهية سيجد أن للإمام الجواد مسائل فقهية في مختلف الأبواب الفقهية، وقد اعتمد الفقهاء والعلماء في استنباط مجموعة من المسائل الفقهية استناداً لما صَحَّ عنه .

و في علم الحديث أحصى الشيخ العطاردي في مسنده 250 حديثاً مروياً عن الإمام الجواد ، وأن عدد أصحابه ورواته 121 راوياً، وكان من بين أصحاب الإمام وتلامذته ورواته شخصيات بارزة مثل: علي بن مهزيار، أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، زكريا بن آدم، محمد بن إسماعيل بن بزيع، الحسين بن سعيد الأهوازي، أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وكان كل واحد منهم علماً بذاته في المجالات العلمية والفقهية، وكان بعضهم صاحب تأليفات ومصنفات في غير حقل من حقول المعارف الإسلامية.

وتنبع أهمية ما رواه الإمام الجواد من احاديث وروايات بأنها مسندة من الجواد  عن أبيه عن جده عن آبائه عن أمير المؤمنين وهو أعلى درجة إسناد في علم الرواية، وأقوى درجة مضمون ومحتوى في علم الدراية. وهو الأمر الذي يعطي مرويات الإمام الجواد - كباقي الأئمة المعصومين- أهمية بالغة في الاستناد عليها، والاستفادة منها، واستخراج المفاهيم الدينية والأحكام الشرعية من مداليلها ومحتوياتها، ومحاولة استنطاق مضامينها ومحتوياتها المتعددة والمتنوعة من خلال التأمل والتفكر فيها.

وفي عصر الإمام الجواد أثيرت مجموعة من الشبهات والتساؤلات حول مسائل التوحيد التي هي أساس العقيدة الإسلامية، وقد تصدى الإمام الجواد إلى توضيح العقيدة الصحيحة فيما يرتبط بموضوع التوحيد، ودفع الشبهات والإشكاليات التي كان يروج لها المشككون والفرق المنحرفة والضالة.

 


 

اضف هذا الموضوع الى: