أشكال العمل التطوعي
الشيخ عبدالله اليوسف - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
يعتبر العمل التطوعي من أهم مرتكزات التنمية الاجتماعية ، إذ يساهم في بناء التكافل الاجتماعي ، وتنمية المجتمع الأهلي ، وتفعيل الطاقات الكامنة في أفراد المجتمع ، وزيادة مساحة التعاون والتراحم والتعاطف بين الناس .
والعمل التطوعي ممارسة إنسانية عرفته المجتمعات الإنسانية منذ القدم ، لأنه ينطلق من إنسانية الإنســان ، وهذا الشعور الإنساني هو الدافع الرئيس في أي عمل تطوعي ، فالتطوع هو ما ينبع من ذات الإنسان وباختياره من دون أي إلزام عليه ؛ في حيث أن الأعمال التي تنجز بعنوان الواجب لا تعد أعمالاً تطوعية ، لأن الأعمال التطوعـية هي التي تكون بدافع إنساني واختياري وبحوافز دينية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو حتى دعائية .
‏ وتعاليم الإسلام تحث على القيام بالأعمال التطوعية والخيرية، يقول تعالى :﴿ فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ [سورة البقرة : 184 ] وفي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة إلى فوائد التطوع على المتطوع نفسه ،فبالإضــافة إلى الثواب الجزيل والأجر العظيم في الآخرة ، فإنه في الدنيا يحصل على مردود معنوي ؛ فالعمل التطوعي وسيلة مهمة من وسائل الحصول على السعادة ، والراحة النفسية ، والثقة بالنفس ، والاعتزاز بالذات ، وتعلم مبادئ الإدارة ، وإتقان فن التعامل مع الناس .
ومن جهة أخرى فإن للعمل التطوعي والخيري فوائد كثيرة تعود على المجتمع بأكمله ، وتُسهم ‍‍في تقــدمه ونموه ورقيه في مختلف الأبعاد والجوانب .
ومن هنا، فإن دعم أي مشروع تطوعي أو خيري يساهم في دعم بناء المجتمع وتنميته ، في حين أن أي ممارسة‍‍‍‍‍‍‍‍ سلبية ضد أي مشروع خيري أو تطوعي يعني مساهمة صاحبه في تعويق تقدم المجتمع وتنميته .
وواجب المجتمع هو دعم المشاريع التطوعية و الخيرية مادياً ومعنوياً، والوقوف بقوة ضد كل من يعـمل على ممارسة أي دور سلبي وهَدَّام ضد المشاريع والمؤسسات والجمعيات الخيرية . وبذلك يساهم المجتمع بفعالية في تـنمية المشاريع التطوعية ، وتقوية مؤسسات الخدمة الاجتماعية ، وفي نفس الوقت يكون المجتمع المستفيد الأول منها .
ويميز علماء الاجتماع بين شكلين من أشكال العمل التطوعي :
الشكل الأول : السلوك التطوعي :
ويُقصَد به الممارسات التطوعية التي يمارسها الأفراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقف أخلاقية أو إنســانية ...من قبيل إسعاف جريح في حالة خطرة أثر حادث سير، أو السقوط من مكان مرتفع ، أو إنقاذ غريق مشرف على الهلاك ، أو مساعدة منكوب في زلزال أو حريق ..‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍. وما أشبه ذلك ، حيث يقوم الأفراد بأعمال تطوعية وخــيرية نتيجة لحوادث طارئة . ومنطلق هذه الممارسات التطوعية هو الشعور الإنساني أو الموقف الأخلاقي أو الدافع الـديني ...أو كل ذلك معاً ، من دون انتظار أي مردود مادي .
الشكل الثاني : الفعل التطوعي :
ويُقصَد به الممارسات التطوعية الناتجة من الإيمان بأهمية العمل التطوعي وضرورته ، ولايأتي نتيجة لـحوادث طارئة وإنما هو عمل قائم بذاته ، ويرتكز على العمل التطوعي ، ومنطقات الفعل التطوعي هي نفس منطلقـــات السلوك التطوعي .
ولابد من القول هنا إن أي شكل من أشكال الأعمال التطوعية مطلوب بذاته وراجح في نفســـه ، ومهم وضروري في إنماء المجتمع الأهلي ، والمشاركة في تقدمه وازدهاره ونموه .
ومن المهم للغاية إشاعة روح العمل التطوعي بين أفراد المجتمع ، وتنمية ( ثقافة العمل التطوعي ) في الفـضاء الاجتماعي ، والإشادة بالمتطوعين في أي مجال ، وفي أي شكل ، وبأي صورة ... فالجميع يســـاهم في التنمية الاجتماعية المطلوبة .

20/01/1423
اضف هذا الموضوع الى: