الفرق بين العلم الحصولي والعلم الحضوري
الباحث - 08/07/2005م
شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الفرق بين العلم الحصولي والعلم الحضوري ؟ وهل علم الله جل وعلا حصولي أم حضوري؟ وشكرا
الإجابة:
عرف العلم بأنه صورة حاصلة من الشئ في الذهن ، وهذا التعريف لا يشمل إلا العلم الحصولي ، مع أن هناك قسما آخر للعلم وهو العلم الحضوري ، والفرق بين القسمين إن في العلم الحصولي ما هو حاضر عند العالم وحاصل له هي الصورة المنتزعة من الشئ بأدوات الإحساس ، وهذه الصورة الذهنية وسيلة وحيدة لدرك الخارج وإحساسه ولأجل ذلك أصبح الشئ الخارجي معلوما بالعرض والصورة الذهنية معلومة بالذات ، وأما العلم الحضوري فهو عبارة عن حضور المدرك لدى المدرك من دون توسط أي شئ وذلك كعلم الإنسان بنفسه على ضوء ما ذكرنا من تقسيم العلم إلى الحصولي والحضوري يصح أن يقال : " إن العلم على وجه الإطلاق عبارة عن حضور المعلوم لدى العالم " . وهذا التعريف يشمل العلم بكلا قسميه ، غير أن الحاضر في الأول هو الصورة الذهنية دون الواقعية الخارجية ، وفي الثاني نفس واقعية المعلوم من دون وسيط بينها وبين العالم . إذا وقفت على حقيقة العلم ، فاعلم أن الإلهيين أجمعوا على أن العلم من صفات الله الذاتية الكمالية ، وأن العالم من أسمائه الحسنى ، وهذا لم يختلف فيه اثنان على إجماله .
وعلم الله تعالى علم حضوري ، فإن المناط في كون العلم حضوريا هو حصول نفس المعلوم وحضوره لدى العالم لا حضور صورته وماهيته ، وهذا المناط متحقق في علمه تعالى بذاته وبأفعاله مطلقا .
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف