سماحة الشيخ اليوسف : يستنكر بشدة استهداف المرقد الطاهر للإمامين الهادي والعسكري في سامراء، ويدعو مسلمي العالم لاستنكار الاعتداء على أئمة أهل البيت
محرر الموقع - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
أصدر سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (حفظه الله) بياناً استنكر فيه بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المرقد الطاهر للإمامين الهادي والعسكري، داعياً فيه جميع المرجعيات والمؤسسات الدينية والدولية لاستنكار هذا العمل الآثم والخبيث الذي استهدف إمامين من أئمة أهل البيت، وهذا هو نص البيان:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال الله تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء227]
تناقلت وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية صبح هذا اليوم الأربعاء 23محرم1427هـ الموافق 22فبراير2006م خبر الاعتداء الآثم والإرهابي الذي استهدف ضريحي الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام)، وبهذه المناسبة الأليمة والمفجعة نرفع أحر تعازينا لمقام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى مراجعنا العظام (حفظهم الله جميعاً) وإلى مسلمي العالم بهذا الحدث الأليم. كما أننا نستنكر بأشد عبارات الاستنكار والتنديد ضد كل من قام أو ساهم في تنفيذ هذا العمل الدنيء الموجه لأئمة أهل البيت(عليهم السلام).
وما حدث صبح هذا اليوم يشكل تطوراً خطيراً جداً في التجرؤ على مقامات أهل البيت (عليهم السلام)، وانتهاكاً لحرمتهم، واستهتاراً بمكانتهم العظيمة بنص القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب33]، والاعتداء على أئمة أهل البيت هو اعتداء صارخ على الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أمر يجب عدم السكوت عنه، مما يستوجب من كل مسلم محب لأهل البيت أن يستنكر وبأشد عبارات الاستنكار التعرض لمشاهد أهل البيت، أو أماكن العبادة والذكر.
كما أننا نهيب بكل المؤسسات الدينية والدولية التعبير بقوة ضد من قام بهذا العمل الإرهابي الدنيء، كما نطالب علماء الدين من مختلف المذاهب؛ بل ومن مختلف الأديان الوقوف يداً واحدة بوجه كل من يتعدى على المقدسات والأماكن الدينية.
ويتحمل دعاة الفكر التكفيري المسؤولية أمام الله تعالى، وأمام الناس في إقدام هؤلاء الإرهابيين بالاعتداء الإجرامي على المقدسات الإسلامية، واستهداف أئمة أهل البيت (عليهم السلام). كما يتحمل الاحتلال الموجود في أرض العراق المسؤولية السياسية في عدم الحفاظ على المقدسات الإسلامية، وأماكن العبادة والذكر، واستهداف الأبرياء في الأسواق والأماكن المختلفة.
وبغض النظر عمن قام بهذا العمل الخبيث فإن الهدف هو زرع الفتنة بين المسلمين، وإحداث شرخ بين أبناء البلد الواحد، وعلى العقلاء والواعين تفويت الفرصة على أعداء الدين عبر التحلي بالحكمة وضبط النفس، وتغليب وحدة المسلمين، والحذر من الانجرار وراء الأعمال الانتقامية، والتعبير عن الاحتجاج والاستنكار بالوسائل السلمية.
وتأتي مسارعة الإمام السيستاني (دام ظله) بإصدار فتوى تحرم الاعتداء على مساجد المسلمين السنة فور الاعتداء على المرقد الطاهر للإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) لتفويت الفرصة على من يسعى لإشعال فتنة طائفية تدمر الأخضر واليابس، ولولا هذه المواقف الحكيمة للمرجعية الدينية لنجح أعداء الإسلام في إشعال حرب طائفية مدمرة.
إننا نأمل أن تبادر مختلف المرجعيات والمؤسسات الدينية من مختلف المذاهب الإسلامية لإصدار فتاوى تحرم الاعتداء على مساجد المسلمين الشيعة أو حسينياتهم، أو أتباعهم كما بادرت المرجعية الشيعية لذلك، وذلك حقناً لدماء المسلمين، واحترام المقدسات الإسلامية، وحفظ مكانة أهل البيت (عليهم السلام).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مقدساتنا الإسلامية من عبث العابثين، وأن يرد كيدهم إلى نحورهم، وأن يحفظ شمل المسلمين، ويفشل مؤامرات أعداء الدين؛ إنه سميع مجيب الدعاء.
والله المستعان
عبدالله أحمد اليوسف
الحلة – القطيف
الأربعاء23محرم1427هـ
22فبراير2006م


23/1/1427
اضف هذا الموضوع الى: