داعياً إلى بر الوالدين والإحسان إليهما في حياتهما وبعد وفاتهما
الشيخ اليوسف: ليس مما ينفع الموتى البناء فوق قبورهم وإنما عمل المبرات الصالحة لهم
سماحة الشيخ اليوسف يتحدث إلى المصلين (أرشيف)
سماحة الشيخ اليوسف يتحدث إلى المصلين (أرشيف)

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 25 جمادى الآخر 1438هـ الموافق 24 مارس 2017م عن قيمة بر الوالدين ووجوب الإحسان إليهما في حياتهما وبعد مماتهما، وتأكيد التعاليم والوصايا الدينية على ذلك كقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، وقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.

وأضاف سماحته قائلاً: إن بر الوالدين من أهم القيم الإنسانية والأخلاقية التي حث عليها العقل والشرع، وفي المقابل فقد نهى الدين -كما العقل - عن عقوق الوالدين والإساءة إليهما واعتبر ذلك من الكبائر التي يعاقب عليها المرء أشد العقاب.

وذكر سماحته مجموعة من النصوص الدينية التي تشير إلى ضرورة وفوائد الإحسان إلى الوالدين ومنها: ما ورد عن رسول الله : «مَن سَرَّهُ أن يُمَدَّ لَهُ في عُمُرِهِ ويُزادَ في رِزقِهِ فلْيَبَرَّ والِدَيهِ، ولْيَصِلْ رَحِمَهُ»، وقال الإمامُ عليٌّ : «بِرُّ الوالِدَينِ مِن أكرَمِ الطِّباعِ»، وعنه أيضاً: « بِرُّ الوالِدَينِ أكبَرُ فَريضَةٍ ».

وأوضح سماحته بعض صور البر بالوالدين في حال حياتهما والتي منها: التلطف معهما في الكلام، والجلوس معهما، وزيارتهما، والتواضع لهما، وإهدائهما ما تيسر من هدايا رمزية بين الفينة والأخرى لإدخال السرور في قلبيهما.

وقد أشار رسولُ اللَّهِ إلى بعض الآداب في التعامل مع الأبوين؛ إذ لَمّا سُئلَ رسولُ اللَّهِ عَن حَقِّ الوالِدِ على‏ وَلدِهِ؟

أجاب بقوله: «لا يُسَمِّيهِ باسمِهِ، ولا يَمشي بَينَ يَدَيهِ، ولا يَجلِسُ قَبلَهُ، ولا يَستَسِبُّ لَهُ».

وأوضح سماحته نماذج من صور بر الوالدين بعد وفاتهما والتي منها: أداء بعض الأعمال العبادية عنهما كقضاء بعض الصلوات والصيام والحج عنهما، وعمل المبرات عنهما، والاستغفار لهما، والتصدق عنهما، وبناء المشاريع الخيرية باسمهما كتشييد المساجد والمراكز الإسلامية، وطباعة الكتب المفيدة، أو شراء المطبوع منها وتوزيعه، وإهداء ثواب تلك الأعمال لهما...ونحو ذلك.

وانتقد سماحة الشيخ اليوسف ظاهرة البناء فوق القبور، وأن ذلك ليس مما ينفع الميت في قبره، وإنما الذي ينفعه أداء الأعمال الصالحة عنه، وعمل المبرات والخيرات عنه، وأن الميت أحوج ما يكون إلى كل عمل صالح عنه.

واستطرد سماحته قائلاً: لا يصح الاستدلال بما هو موجود على قبور أئمة أهل البيت والأولياء والعلماء الكبار من أضرحة وبناء ومشاهد فإن لذلك خصوصية تعظيم هذه الرموز الكبيرة وتخليد ذكراهم باعتبارهم قدوات حسنة للناس؛ ويدخل ضمن قاعدة (تعظيم الشعائر)، أما البناء فوق كل قبر فليس بالأمر المطلوب أو المحثوث عليه، بل المطلوب خلافه.

وعن عقوق الوالدين قال سماحته: إنه أمر منهي عنه شرعاً وعقلاً، وهو من كبائر الذنوب، وقد ورد في النهي عنه والتحذير منه مجموعة من الروايات منها: ما ورد عن رسول الله أنه قال: «يُقالُ لِلعاقِّ: اعمَلْ ما شِئتَ فإنّي لا أغفِرُ لَكَ»، وقال الإمامُ الصّادقُ : «عُقوقُ الوالِدَينِ مِن الكَبائرِ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى‏ جَعَلَ العاقَّ عَصِيّاً شَقِيّاً».

 وبيّن سماحته أن عقوق الوالدين يعني: إساءة الولد لوالديه سواء كان بالقول أو الفعل أو الإشارة، وإيذائهم بأي نوع من أنواع الإيذاء سواء كان جسدياً أم نفسياً. وهو خلاف البر بهم والإحسان إليهم.

وأوضح سماحته أن للعقوق صور كثيرة منها: عدم احترامهم، رفع الصوت عليهم، التطاول والتجرؤ عليهم، ترك زيارتهم، العمل خلاف رغبتهم بما يسبب أذاهم، عدم التأدب في حضرتهم، ضربهم بأي نوع من الضرب والإيذاء، النظرة الحادة لهم، معاملتهم باحتقار وازدراء، عدم القيام بما يجب عليه تجاههم، ترك زيارتهم، التعامل معهم بجفاء...وغيرها من صور العقوق المحرم.

وختم سماحته خطبته بالإشادة بفعالية بر الوالدين التي انطلقت من القطيف وأصبحت الآن فعالية تطوعية تعم المنطقة الشرقية وتقام بتاريخ 21 مارس من كل عام، داعياً الجميع إلى زيارة المقابر وتلاوة آيات من الذكر الحكيم وإهداء ثوابها إلى أرواح الموتى ممن رحلوا عن حياتنا الدنيا.

اضف هذا الموضوع الى: