مؤكداً على أهمية رعاية الأطفال بعد الطلاق من قبل الوالدين
الشيخ اليوسف: الامتناع عن أداء النفقة على الأطفال بعد الطلاق معصية محرمة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 22 ذو القعدة 1437هـ الموافق 26 أغسطس 2016م عن الآثار السلبية للطلاق على حياة الأبناء، إذ ينعكس الانفصال بين الزوجين سلباً على تنشئة وتربية الأطفال وتكوينهم النفسي والعاطفي والعقلي.

وأضاف سماحته قائلاً: إذا كان لتماسك الأسرة وانسجامها أثره الإيجابي في تكوين شخصية الأطفال، فإن لتفككها أثره السلبي عليهم، خصوصاً وأن مرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين الشخصية.

وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن من أبرز آثار الطلاق السلبية على الأطفال سوء التكيف النفسي حيث أن الانفصال يؤدي إلى وجود اضطرابات نفسية ونقص في النمو العاطفي والعقلي، كما أن الأطفال يتعرضون لضغوط وانفعالات نفسية وسلوكية تؤثر على تكيفهم الاجتماعي مع الآخرين.

وأوضح سماحته أن الانفصال والطلاق يؤدي إلى نقص في الإشباع العاطفي عند الأبناء، مما يخلق لدى بعضهم حالة من العصبية والانفعال والحدية والقسوة في التعامل مع من حوله.

واعتبر سماحته أن عدم الاهتمام بمتابعة الأبناء دراسياً بعد الطلاق قد يؤدي إلى فشل الأبناء في الدراسة، أو الهروب من المدرسة، أو عدم مواصلة الدراسة الجامعية.

وأكد سماحة الشيخ اليوسف على وجوب فعل مجموعة من الأمور المهمة بعد الانفصال والطلاق للحفاظ على الأبناء من الضياع والانحراف.

وشدد سماحته على وجوب رعاية الأبناء رعاية تكاملية من قبل الأب والأم، وأن لا يُقصى أحد الأبوين من دور الرعاية والاهتمام والإشراف على تربية الأولاد.

وانتقد سماحة الشيخ اليوسف امتناع بعض الآباء عن القيام بواجب النفقة على أبنائه بعد الانفصال، معتبراً أن ذلك جريمة في حق الأبناء، إذ يجب شرعاً وقانوناً على الأب الإنفاق على أبنائه وأطفاله، وأن الممتنع عن النفقة يرتكب معصية محرمة.

ولفت سماحته إلى أن عدم النفقة على الأبناء قد يؤدي إلى وقوعهم في طريق الانحراف والفساد، وحتى لا يكون ذلك على الأب الإنفاق على أولاده، وتوفير المستلزمات الحياتية والمعيشية لهم.

وأكد سماحته على أهمية رؤية الأولاد من قبل الأبوين والجلوس معهم ومعرفة شؤونهم وأحوالهم، وعدم حرمان أحدهما من ذلك.

وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أهمية تغذية الأطفال بالحب والعطف والحنان، لأن ذلك ضروري لبناء شخصية سوية غير مضطربة ولا قلقة؛ فالطفل الذي يتلقى الحــب والعطف والحنان يشعر براحة نفسية وتكامل في الشخصية، في حين أن من يفقد الحب والعطف يصاب بعقد نفسية كبيرة.

فقد قال رسول الله :  «أحبوا الصبيان وارحموهم »  وعنه أيضاً قال:  «من قبَّل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ».

وروي أن رسول الله لما قبّل الحسن والحسين قال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم!

فقال رسول الله :  «ما عليَّ إن نزع الله الرحمة منك!»

وختم سماحة الشيخ اليوسف الخطبة بدعوة الآباء لمتابعة قضايا الأبناء الدراسية ورعاية حالتهم النفسية والأخلاقية، وعدم تركهم من دون أي متابعة؛ لأن ذلك سينعكس سلباً  على مستقبل حياتهم العلمية والعملية والأخلاقية والتربوية والسلوكية. 

اضف هذا الموضوع الى: