مؤكداً على أن التطور الحضاري لأي مجتمع مرتبط بتقدمه العلمي
الشيخ اليوسف: الإمام الصادق (ع) أوجد نهضة علمية امتد تأثيرها إلى أوروبا
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 24 شوال 1437هـ الموافق 29 يوليو 2016م عن دور الإمام الصادق في تأسيس بعض العلوم، وتطوير بعضها الآخر، حيث أسهم بنظرياته العلمية، وآرائه الجديدة في الموضوعات والمطالب العلمية في إيجاد نهضة علمية لم تقتصر آثارها على العالم الإسلامي، بل امتد تأثيرها إلى أوروبا، وقد اعترف بهذا كبار علماء الغرب.

وأضاف سماحته قائلاً: ملأ الإمام الصادق الدنيا بفقهه وعلمه ومعارفه وفكره؛ فقد نقل العلماء عنه من العلوم والمعارف ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان والأمصار، وتتلمذ على يديه أكثر من أربعة آلاف عالم في مختلف التخصصات العلمية سواء منها العلوم الشرعية كالفقه والحديث والكلام والتفسير أو العلوم التجريبية والطبيعية كالطب والكيمياء والفلك والرياضيات وغيرها. 

وحثّ سماحته الجيل الجديد من الشباب على الاقتداء بالإمام الصادق في الاهتمام بالعلم واكتسابه، والالتحاق بالتخصصات العلمية الهامة، لأن الأمم إنما تتقدم حضارياً بمقدار تقدمها العلمي، يقول تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ .

وانتقد سماحة الشيخ اليوسف ظاهرة السطحية العلمية، والتوقف عن مواصلة الدراسات الجامعية العليا، والعزوف عن الاستزادة من العلوم والمعارف، معتبراً أن ذلك له أضراراً جسيمة على المجتمع والأمة في الحاضر والمستقبل.

وشدد سماحته على وجوب اهتمام جيل الشباب بمختلف التخصصات العلمية المفيدة والمهمة والنافعة في بناء وتقدم وازدهار المجتمع وتطوره.

ولفت سماحته إلى ما تركه الإمام الصادق من بصمات علمية واضحة وجلية، من خلال إلمامه بعلوم مختلفة ومتنوعة، وقيامه بتربية جيل من العلماء في تخصصات علمية مهمة كالطب والكيمياء والفيزياء والفلك والرياضيات... وغيرها من العلوم التجريبية والطبيعية، وقد سبق أهل زمانه بما قدّم من نظريات وآراء وقواعد علمية أبهرت علماء الغرب، وكتبوا حولها الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية.

وأكد سماحة الشيخ اليوسف على أن الإمام الصادق كان مقصداً لطلاب العلم والعلماء ولباحثين عن المعرفة والعلم، حيث ضمت جامعته طلاباً من مختلف الأمصار والأماكن، ومن شتى التوجهات المذهبية، فلم تكن توجد جامعة كجامعته، ولا منبع لا ينضب من العلم كما كان ، حيث منبع العلم والحكمة والمعرفة والأخلاق. وقد أثمرت جهوده بتخريج جيل من العلماء المتميزين في علوم متنوعة سواء كانت دينية أم تجريبية وطبيعية ونظرية، وقد أسهموا في إثراء العلم والمعرفة في شتى العلوم والمعارف.

اضف هذا الموضوع الى: