مشدداً على أهمية التمسك بالعادات الاجتماعية الحسنة
الشيخ اليوسف: العادات الاجتماعية تتغير بتغير الزمان والمكان

تحديث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 21 رجب 1437هـ الموافق 29 أبريل 2016م عن الآداب والعادات والتقاليد الاجتماعية، وأنه يجب التمسك بالعادات الاجتماعية الحسنة والجيدة لما ترمز إليه من قيم اجتماعية جميلة وأخلاق إنسانية رفيعة خصوصاً التي أكد عليها الإسلام، وحث على الالتزام بها.

وأضاف سماحته قائلاً: لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية آداب وعادات وتقاليد تحكم العلاقات الاجتماعية بين أفراده، كما أنها تمثل الضوابط الاجتماعية التي ترسم طبيعة الأنماط السلوكية المجتمعية، وحدود المسموح به من الممنوع في الواقع الاجتماعي العام.

وبيّن سماحته أن المجتمعات الإنسانية تختلف في العادات والتقاليد الاجتماعية تبعاً للديانة والقومية واللغة والبيئة والثقافة العامة؛ ولذلك نرى أن بعض العادات والآداب والتقاليد التي تعتبر حسنة في مجتمع ما قد ينظر إليها بسلبية في مجتمع آخر، وما هو مقبول من آداب وعادات وتقاليد في مجتمع معين قد يكون مرفوضاً في مجتمع آخر. وهذا ما يعكس خصوصيات كل مجتمع، والموروث الذي ورثه الجيل المعاصر من الأجيال السابقة من آداب وعادات وتقاليد تأسست وتجذرت في البنية الاجتماعية بمرور الزمن والأيام.

وأوضح سماحة الشيخ اليوسف أن المجتمع بطبيعته يرفض في البداية العادات الاجتماعية الجديدة ثم يقبل بها، والأمثلة على ذلك كثيرة، كرفض إدخال البنات إلى المدارس للتعليم، ورفض عمل المرأة في بداية الأمر، ثم أصبحت هذه الأمور وأمثالها مقبولة في المجتمع.

ولفت سماحته إلى أن بعض العادات والتقاليد الاجتماعية الموجودة في الغرب تخالف قيمنا وديننا، كاتخاذ الشاب صديقة له، وبحث الفتاة عن صديق لها، ومصافحة النساء للرجال، والرجال للنساء.. إلى غير ذلك من العادات والتقاليد المقبولة في الغرب، والمرفوضة في الثقافة الإسلامية. أما تبدل العادات والتقاليد بما لا يخالف تعاليم الإسلام فلا مانع منه، خصوصاً إذا كانت العادات والتقاليد الجديدة أفضل من الاستمرار في العادات والتقاليد القديمة.

وأكد سماحته على أهمية التفريق بين السنن الثابتة التي يجب عدم مخالفتها﴿ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وبين العادات والتقاليد الاجتماعية القابلة للتغير نتيجة تغير الزمان والمكان، وفي هذا الإطار توجد مساحة واسعة تدخل في دائرة المباح والحلال.

وأشار سماحته إلى أن علينا إدراك طبيعة المتغيرات الزمانية والمكانية، إذ أنها ستترك بلا أدنى شك تأثيرها على الآداب والعادات والتقاليد، نحو تبديلها كلياً أو نسبياً أو نوعياً بحسب درجات التحول الاجتماعي وقبول البيئة الاجتماعية لها.

وقسّم سماحة الشيخ عبدالله اليوسف العادات والتقاليد الاجتماعية إلى ثلاثة أقسام وهي:

1- ما له أصل في الدين؛ وتعاليم الدين تدعو إليها، وتحث عليها، وتأمر بها. وهذه يجب أن نضفي عليها صفة الثبات والخلود، وبالتالي فهي تخضع للثابت من الدين غير القابل للتغير والتبدل.

2-  ما يخالف تعاليم الدين وقيمه، وهذه تقع بالتالي في دائرة الخطأ والممنوع، ومن ثم يجب العمل لتبديلها وتغييرها.

3- ما يقع ضمن دائرة المباح، بمعنى أن الإسلام لم يأمر بها ولم ينه عنها، وهذه تقع ضمن البعد المتغير، ومن ثم، فإن التبدل والتغير ضمن هذه الدائرة جائز ومقبول، بل ربما يكون التبدل إلى آداب وعادات وتقاليد جديدة ناشئاً عن تطور في الوعي الاجتماعي، والنمو الثقافي، والرقي المدني والحضاري.

ودعا سماحته إلى قراءة العادات والتقاليد الاجتماعية ضمن هذه المحاور الثلاثة، وعلينا التمييز بدقة بين ما يمكن تغييره وتبديله، وبين ما لا يمكن تغييره وتبديله، وبين ما يجب تغييره وتبديله.

 

اضف هذا الموضوع الى: