الشيخ اليوسف يدعو إلى مبادرات اجتماعية لمواجهة العنف الاجتماعي
محرر الموقع - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
ألقى سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف كلمة في أربعينية المرحوم ماجد سعيد المرزوق بحسينية الناصر بسيهات مساء يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء غرة ربيع الأول 1431هـ الموافق 16 يناير 2010م، أشار فيها إلى أهمية الاهتمام بجيل الشباب، واستقطابهم نحو الحالة الدينية، ومعالجة الأسباب التي دفعت ببعض الشباب نحو الانحراف والفساد والعنف.
وقد استهل سماحة الشيخ عبدالله اليوسف كلمته بالآية الشريفة: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ إذ تشير هذه الآية الشريفة إلى حقيقة واضحة وهي: إن الموت قانون عام، وسيمر الجميع بهذا القدَر، فقدر الإنسان أن يموت؛ لكن المهم أن يتزود بالزاد لما بعد الموت، ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ .
والموت ليس نهاية الإنسان، بل هو عبارة عن عملية انتقال من هذه الحياة الدنيا إلى عالم آخر، وهو البرزخ، ثم الآخرة، حيث الجنة أو النار.
والشباب اليوم حيث يعيشون في عالم مليء بالإغراءات والمغريات، عليهم ألا تخدعهم الدنيا، وألا يغتروا بشبابهم، ففي كل لحظة يمكن لكل واحد منا أن يموت، ويذهب رهين عمله. والمطلوب من كل شاب التفكير جدياً في الآخرة، وفيما وراء الموت، فذلك هو المستقبل الحقيقي للإنسان.
والله سبحانه وتعالى يجب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله تعالى، فقد ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ) أنه قال: (( إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله )).
والليلة إذ نؤبن شاباً أفنى شبابه في طاعة الله تعالى وهو المرحوم الشاب/ ماجد سعيد المرزوق الذي كان شعلة من النشاط والحيوية والمبادرة في فعل الخير، وبر الوالدين، والإحسان إليهما، ومساعدة الآخرين، والمداومة على حضور صلاة الجماعة، والشعائر الحسينية، بل كان له الفضل في تأسيس ـ مع جماعة من الشباب ـ إحدى الحسينيات في أمريكا، وكان من المداومين على تلاوة القرآن الكريم وتفسيره... رحل لربه وهو في عنفوان شبابه؛ لكن خَلَّف وراءه الذكر الحسن، والأعمال الصالحة. وهكذا يجب على الشباب الاقتداء بمثل هذا الشاب المؤمن.
ثم أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى تصرفات وسلوكيات بعض الشباب السيئة، وخصوصاً الاعتداء على حقوق الناس، من قبيل: السرقة والسلب والخطف والطعن، بل ووصل الأمر إلى القتل، وهذه الظاهرة المقلقة والتي تهدد السلم والأمن الاجتماعي يجب العمل على معالجتها من خلال تشخيص الأسباب، والتي منها: تأثير القنوات الفضائية التي تبث الكثير من أفلام العنف، وأصدقاء السوء، وضعف التربية، والبطالة، وانتشار المخدرات... وغيرها من الأسباب التي جعلت من بعض الشباب يمارس أعمالاً خطيرة، أساءت لسمعة المنطقة، وأثارت الرعب بين الناس، وهو الأمر الذي يجب التصدي لمعالجته.
ودعا سماحته إلى القيام بمبادرات اجتماعية جادة لمعالجة المسببات وإيجاد الحلول الناجعة لها، من قبيل: احتواء هؤلاء الشباب، وإعادة تأهيلهم اجتماعياً، وتوظيفهم في الأعمال المناسبة لهم، وإيجاد البرامج الجاذبة لهذه النوعية من الشباب.
وأضاف: إن تجاهل هذه الشريحة من الشباب سيجعل منهم معول هدم لكيان المجتمع واستقراره، وخلخلة نسيجه الاجتماعي.
كما دعا سماحة الشيخ اليوسف الشباب المتدين للتفكير في برامج وحلول لاستقطاب الشباب غير المتدين، والتأثير عليهم؛ لأن الدين هو أكبر ضمان لردع الإنسان عن ارتكاب المحرمات والموبقات.
وأشار سماحة الشيخ عبدالله اليوسف في نهاية كلمته إلى أهمية عمل دراسات ميدانية لمعرفة كل أبعاد ظاهرة العنف الاجتماعي، وعدم الاكتفاء بإبداء التذمر والاستياء، لأن ذلك لا يحل المشكلة، وإنما الذي يحلها هو تضافر كل الجهود والطاقات لجذب هؤلاء الشباب المنفلت إلى طريق الرشاد والحق والصلاح والخير.








2/3/1431
اضف هذا الموضوع الى: