صدر حديثًا عن دار الأديب للطبع والنشر والتوزيع في مصر كتاب: «عشرون منقبة في أسبقية الإمام علي » للشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في حلة قشيبة ومزيدة ومنقحة، الطبعة الثانية 1447هـ - 2025م، ويقع في 162 صفحة من الحجم الوسط بقياس «14 /21».

يستعرض المؤلف في هذا الكتاب -بصورة مجملة- عشرين منقبةً من مناقب وفضائل الإمام علي الذي لم يسبقه إليها سابق ولن يلحق بها لاحق، بل كان هو الأول في الظفر بها، وهي تبرز مكانة وفضل أمير المؤمنين ، وأسبقيته في الأمور المفصلية والمهمة في تاريخ الإسلام.

ويتناول هذا الكتاب أهم مناقب أمير المؤمنين الإمام علي الفريدة، وأبرز أولياته، وأسبقيته على غيره، مع ذكر الدليل على ذلك من أمهات الكتب الحديثية والتاريخية من الطرفين؛ لتعرف الأجيال الشابة مكانة الإمام علي وفضله ومقامه العالي بلغة معاصرة وسلسة ومختصرة.

وقد بدأ المؤلف كتابه بمقدمة ضافية جاء فيها:

«تُشير معظم كتب التاريخ والحديث والسيرة إلى أسبقية الإمامِ عليٍّ في كلِّ الأمور المفصلية في مسيرة الإسلام، فمِنْ مَفاخرِه هو سبقُه في الإسلام، وإيمانُه بنبوة محمَّدٍ منذُ اليوم الأول لنزول الوحي على رسول الله ، والصَّلاةُ خلفه، والوقوفُ معه في السرَّاء والضرَّاء».

وتابع: «ويُشير مفهوم الأولية الذي ذكره القرآن الكريم إلى فضل السابقين الأولين في الإسلام في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ إذ يأتي الإمام علي في طليعة مَنْ آمنَ برسول الله ، كما كان الأول والأسبق والمبادر إلى كل خير».

وقال: «عندما نتصفح سيرةَ الإمامِ عليٍّ سنجد أنَّه كان الأول في كل شيء، فهو أولُ من أسلم، وأولُ من صلَّى مع النبي، وأولُ إمام في الإسلام، وأولُ من لُقِّبَ بأمير المؤمنين، وأولُ مَنْ جمع القرآن وأسَّس علومه، وأولُ تلميذ للنبي ، وأولُ من بايعَ النبيَّ وأعلنَ مناصرتَه، وأولُ كُتَّاب الوحي، وأولُ من عُقدت له الولاية على المسلمين، وأولُ من فدى النبي بنفسه، وأولُ مجاهد في سبيل الله، وأولُ مَنْ حمل راية الإسلام أمام رسول الله ، وأولُ من بلَّغ عن رسول الله ، وأولُ قاضٍ في الإسلام، وأولُ مسلم لم يُؤمِّر النبيُّ عليه أحدًا، وأولُ خليفة هاشمي، وأولُ من وضع دستورًا كاملًا للدولة الإسلامية، وأولُ من صنَّف الكتب في الإسلام، وأولُ من وضع علم النحو، وأولُ من أسَّس علم الكلام في الإسلام، وأولُ من وُلد في مسجد واستُشهد في مسجد...، والقائمة تطول وتطول!».

وأضاف: «لذلك كان الإمام علي شخصية فريدة واستثنائية في تاريخ الإسلام بشهادة كل المنصفين من المؤرخين والكُتَّاب والمفكرين».

وتابع: «كان رسولُ الله كثيرًا ما يذكر ويشير إلى مناقب وخصائص وفضائل أمير المؤمنين. وقد أَلَّف العلماءُ والرواةُ والمحدِّثون كثيرًا من الكتب التي اهتمَّت بتدوين مناقب وفضائل الإمام علي بشكل مستقل أو موسع، ولم يقتصر ذلك على مذهب معين، بل اعتنى بذلك كل علماء المذاهب، ككتاب خصائص أمير المؤمنين للنسائي، والمناقب للخوارزمي، ومناقب علي بن أبي طالب للأصفهاني، ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي (ت 483هـ)، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب، وكفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للكنجي الشافعي، وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للعلامة الحلي ...، وغيرها من المصنفات التي اهتمَّت بتدوين وتسجيل مناقب وفضائل الإمام علي بن أبي طالب ».

وبيَّن «أنه قد قيَّض اللهُ سبحانه وتعالى في كل عصر ومصر من المحدثين الحفاظ من ألَّفوا كتبًا ورسائلَ في مناقبِ وفضائلِ أميرِ المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ونشرها بين النَّاس، مع ما كان يتعرض له هؤلاء الحفَّاظ من أذى لنشرهم فضائله ومناقبه، وقد دفع بعضهم حياته نتيجة ذلك».

وقال: «إن الحقيقة النَّاصعة باعتراف جميع المحدِّثين والحفَّاظ والمحقِّقين أنه ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل والمناقب - وبطرق صحيحة ومعتبرة - كما جاء في فضل الإمام علي ومكانته ومقامه».

الجدير بالذكر أنه سبق وأن طبع هذا الكتاب في طبعته الأولى سنة 1435هـ - 2014م، ويقع في 95 صفحة من الحجم الوسط، وتتميز الطبعة الجديدة بإضافات مهمة تقارب ضعف الطبعة الأولى مع إخراج جديد وجذاب؛ وقد ترجم هذا الكتاب إلى عشر لغات أجنبية، وهي: اللغة الآذرية، اللغة التركية، اللغة الفرنسية، اللغة الهندية، اللغة الأوردية، اللغة البنغالية، اللغة الروسية، اللغة الإنجليزية، اللغة السواحلية، اللغة التايلاندية.