استحالة رؤية الله تعالى
عاشقة آهل البيت ع - السعودية - 16/01/2009م
لماذا يستحيل رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة؟ مع الدليل؟
الإجابة:
يستحيل رؤية الله تعالى بحاسة البصر لأن الرؤية البصرية لا تنفك عن المكان والجسم والصورة، والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك كله، وهي من صفات الممكن وليست من صفات واجب الوجود.
والأدلة على ذلك كثيرة، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ فلما طلب موسى رؤية الله تعالى أجيب بنفي الرؤية مؤبداً ﴿ لَن تَرَانِي مما يدل على عدم تحققها مطلقاً.
أما من السنة المطهرة، فقد ورد عن أهل البيت ( عليهم السلام ) الكثير من الروايات الدالة على امتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما سأله ذعلب اليماني، فقال: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟
فقال (عليه السلام ): أفأعبد ما لا أرى؟
فقال: وكيف تراه؟
فقال: لا تراه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن سنان، عن أبيه، قال: حضرت أبا جعفر ( عليه السلام ) فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له: يا أبا جعفر أي شيء تعبد؟
قال: الله تعالى.
قال: رأيته؟
قال: بلى، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يعرف بالقياس ولا يدرك بالحواس ولا يشبه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات، لا يجور في حكمه، ذلك الله لا إله إلا هو.
قال: فخرج الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
فالمروي عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام) تدل كلها على استحالة الرؤية في الدنيا والآخرة، لأن القول بالرؤية يستلزم القول بالتجسيم، وهو باطل؛ فالله عز وجل منزه عن الجسم والجسمانية، والمكان والصورة، فالله تعالى ليس له نظير ولا مثيل كما وصف نفسه في الذكر الحكيم﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف