المرأة والضلع الأعوج
أحمد علي - القطيف - 09/07/2005م
في كتاب مستدرك الوسائل ، للميرزا النوري ج 41 ص 255 روي عن القطب الراوندي : في لب اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : " خلقت المرأة من ضلع أعوج ، إن أقمتها كسرتها ، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج " فهل هذا الحديث صحيح؟ وإذا كان كذلك فما المقصود منه؟
الإجابة:
هذا الحديث مرسل، وغير صحيح السند، ولكن توجد أحاديث أخرى تفيد نفس المضمون، ولكنها تحمل على المعنى المجازي حيث أن المرأة كالضلع الأعوج يقصد به الجانب العاطفي ، بمعنى أن المرأة بحاجة إلى التعامل معها بعطف وحنان ولطف وليونة ، أما التعامل معها بخشونة وقسوة فيؤدي إلى فساد العلاقة معها، وعدم الحصول على الاستمتاع الذي يطلبه الرجل منها، فهي كالضلع الأعوج حيث أنه سينكسر إن حاولت تعديله؛ والمرأة إن تعاملت معها بخشونة وشدة وعصبية ولم تجاملها أو تتلطف معها كزوجة فإن النتيجة هو خراب العلاقة الزوجية.
أما فهم الروايات الواردة على سبيل الحقيقة فلا يمكن تصوره لأنه توجد روايات تنفي أن تكون المرأة خلقت من ضلع أعوج أو أنها خلقت من ضلع من أضلاع آدم. فقد ورد عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه السلام : من أي شئ خلق الله حواء ؟
فقال : أي شئ يقول هذا الخلق ؟
قلت : يقولون : إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم ، فقال : كذبوا ، كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه ؟
فقلت : جعلت فداك ياابن رسول الله من أي شيء خلقها ؟
فقال : أخبرني أبي ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله : إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين - فخلق منها آدم ، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء .
و عن زرارة بن أعين أنه قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن خلق حواء وقيل له : إن عندنا أناسا يقولون : إن الله خلق حواء من ضلع آدم الايسر الأقصى.
فقال : سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ، يقولون من يقول هذا ؟ إن الله لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام أن يقول : إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء ، حكم الله بيننا وبينهم .
وهذه الروايات تنفي بوضوح أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، أو من ضلع من أضلاع آدم، أما الروايات التي قد يفهم منها ذلك فهي محمولة على سبيل الكناية والمجاز، وأنها كالضلع الأعوج الذي يجب على الرجل أن يتقن التعامل مها بكل لطف ورقة، وقد اقتضت الحكمة الإلهية أن تزود المرأة بطاقة هائلة من العاطفة تستطيع بها أن تربي أبناءها، وأن تسهر من أجلهم، وتتعب نفسها من أجل إرضاء زوجها، والتودد له، ولولا هذه الطاقة العاطفية لما قامت المرأة في منتصف الليل لترضع أولادها، أو تتحمل التعب من أجلهم، أو تفعل الكثير من الأعمال من أجل كسب قلب زوجها.
وعلى الرجل أن يفهم هذه الطبيعة التكوينية للمرأة، وان يتقن فن التعامل مععها، وأن لايحاول تغيير طبيعتها العاطفية، وإلا تعرضت الحياة الزوجية للمتاعب، فإن أردت أن تحافظ على الضلع الأعوج من الانكسار فلا تحاول تعديله! وإن أردت أن تكسب زوجتك فلا تعمل على تغيير طبيعتها الأنثوية وإلا فإن حياتك الزوجية ستتحول إلى مصدر للشقاء والتعاسة!

.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف