مفهوم الحب
القمراء - 09/07/2005م
ماهو رأيكم في الحب؟
الإجابة:
الحب والكره من مكونات النفس الإنسانية؛ فكما يشعر الإنسان بالجوع والعطش، واللذة والألم، كذلك يشعر بالحب والكره؛ وهذا الشعور متأصل في أعماق النفس الإنسانية.والحب يعني النزوع إلى الشيء، بينما الكره يعني النفور من الشيء؛ فالإنسان لابد وأن يشعر بالحب تجاه نفسه، وتجاه عائلته، وأصدقائه، وتجاه كل ما ينجذب إليه؛ بينما ينفر من أعدائه وكل ما يسبب له نفوراً نفسياً.ولذلك فالحب الإنساني، وكذلك الكره، أمر فطري لا يستطيع أي واحد منا أن يلغيه من كيانه ولو أراد ذلك.لقد سُئل الإمام الصادق عن الحب، فأجاب: (( وهل الدين إلا الحب )) فحب اللَّه سبحانه وتعالى، وحب النبي وأهل بيته، وحب المؤمنين، وحب الخير والحق والقيم.. كل ذلك من الدين، ولا يكتمل إيمان المرء إلا به.ومن الطبيعي أيضاً أن يحب الإنسان أقرب الناس إليه كأبيه وأمه وزوجته وإخوانه وأخواته وأصدقائه ومعارفه؛ وهذا الحب مطلوب ومرغوب فيه، بل إن المجتمع الإنساني لا يمكن أن يسوده السلم الأهلي، وسلامة العلاقات الاجتماعية، وشياع المودة والمحبة بين أفراده إلا بالحب الصادق.أما الحب المتصل بالجانب الغريزي والعاطفي للإنسان؛ كأن يحب الشاب فتاة ويعجب بها، أو تحب الفتاة شاباً وتتمنى الاقتران به، فإن كان في حدود الحب كحالة نفسية غير اختيارية، فيجب أن لا يتجاوز حدود الشعور القلبي بالمحبة للطرف الآخر، إذ لا يجوز أن يتطور الحب غير الاختياري إلى ممارسات أو حركات أو علاقات للتعبير عن الحب العاطفي، وإذا كان هناك حب حقيقي وصادق بين شاب وفتاة فليكن من خلال الزواج الشرعي؛ فالمحبة الحقيقية يجب أن تبدأ وتنتهي بالزواج، ولا يجوز أن تكون هناك علاقة بين شاب وفتاة قبل إجراء عقد النكاح بينهما.أما الحب العاطفي الاختياري بين الشباب والفتيات، والقائم على ما يسمى بالصداقة، فهو لا يعدو أن يكون إلا شعاراً لممارسة الشهوات، والانغماس في بحر الملذات، فقد تحول الحب في عصرنا إلى شعار لكل طالب لذة، وباحث عن متعة.. وهذا النوع من الحب المبتذل الرخيص يحرمه الإسلام ولا يقره وفي فترة المراهقة وبداية الشباب ينغمس عديمو الإيمان في إقامة علاقات عاطفية غير شرعية قائمة على ما يسمى بالحب؛ وهو لا يعدو أن يكون إلا ممارسة للشهوة، وإشباعاً للغريزة، واستمتاعاً باللذة المحرمة!والإسلام يحرم إقامة العلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات قبل الزواج لما فيه من مفاسد كبيرة وكثيرة على الأفراد والمجتمعات، وكذلك لما له من آثار تدميرية للبنية الأخلاقية والقيمية والأسرية.
وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يمكنكم مطالعة كتابنا ( الشباب هموم الحاضر وتطلعات المستقبل ) صفحة 83
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف