سبب نزول قوله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً}
عبدالله - السعودية - 07/07/2005م
ماسبب نزول سورة الجمعة؟
الإجابة:
لم يذكر المفسرون سبباً لنزول سورة الجمعة، وإنما ذكروا سبب نزول الآية رقم 11 من سورة الجمعة في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ حيث ورد عن جابر بن عبد الله أنه قال: أقبلت عير -أي قافلة تجارة - ، ونحن نصلي مع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) الجمعة ، فانفض الناس إليها ، فما بقي غير اثني عشر جلا ، أنا فيهم . فنزلت الآية : ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً . وقال الحسن ، وأبو مالك : أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر ، فقدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام ، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب يوم الجمعة . فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع ، خشية أن يسبقوا إليه ، فلم يبق مع النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) إلا رهط ، فنزلت الآية فقال : " والذي نفسي بيده ! لو تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا " .
وقال المقاتلان : بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب يوم الجمعة ، إذ قدم دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ، ثم أحد بني الخزرج ، ثم أحد بني زيد بن مناة ، من الشام بتجارة . وكان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق ، إلا أتته ، وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق ، أو بر ، أو غيره ، فينزل عند أحجار الزيت ، وهو مكان في سوق المدينة ، ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه ، فيخرج إليه الناس ليتبايعوا معه . فقدم ذات جمعة ، وكان ذلك قبل أن يسلم ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائم على المنبر يخطب . فخرج الناس ، فلم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلا وامرأة ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : " لولا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء " وأنزل الله هذه الآية .
وقيل : لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط ، عن الكلبي ، عن ابن عباس . وقيل : إلا أحد عشر رجلا ، عن ابن كيسان . وقيل . إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات ، في كل يوم مرة ، لعير تقدم من الشام ، وكل ذلك يوافق يوم الجمعة ، عن قتادة ومقاتل .
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف